
في زمن يتسلّل الذكاء الاصطناعي إلى تفاصيل حياتنا اليومية، يجد الفاتيكان نفسه أمام تحدٍّ صعب: صور مُركَّبة للبابا لاوون الرابع عشر تُظهِره في أوضاع غير لائقة، وخُطب وهمية تُنسب إليه تتضمّن آراء مثيرة للجدل، تنتشر على المنصّات الرقمية بسرعة البرق. وبين خطورة التضليل الرقمي وهشاشة المتلقّي، يقف الكرسي الرسولي أمام معركة جديدة: الدفاع عن الحقيقة في عصر الخداع التكنولوجي.
أشار الفاتيكان إلى أنّه واجه منذ بداية حبريّة البابا لاوون موجة غير مسبوقة من المقاطع المزيّفة المصنوعة بالذكاء الاصطناعي، معظمها على يوتيوب حيث نُشرت مئات الفيديوهات التي تُظهر الحبر الأعظم وكأنّه يُلقي كلماتٍ لم يقلها يومًا. وعلى الرغم من الإبلاغ المتكرّر عن هذه الحسابات وإزالتها، فإنّ معركة «التطهير الرقمي» تبدو بلا نهاية، إذ ما إن يُحذَف مقطع يولد آخر.
وجاء في بيان صادر عن دائرة الاتصالات الفاتيكانية نقلته وكالة الأنباء الكاثوليكية: «نشهد انتشارًا متسارعًا لمجموعة من القنوات على يوتيوب تبثّ مقاطع مزيّفة متشابهة إلى حد كبير؛ بعضها بصوت البابا لاوون وبعضها الآخر بصوت مترجميه، فيما تستخدم أخرى صيغة الغائب. كلّها تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإيهام الناس بأنّ الأب الأقدس قال ما لم يقله تمامًا».
وذكر البيان أنّ الفاتيكان لا يكتفي بالتبليغ عن الحسابات المزيّفة على المنصّات، بل يعمل أيضًا على «رفع مستوى وعي الجمهور بهذا الواقع الجديد. فنحن نؤمن بأنّ الاستثمار في التثقيف الإعلامي أمر أساسي». وشدّد على ضرورة العودة إلى المصادر الرسميّة للتأكد من أيّ تصريح منسوب إلى البابا، مثل المواقع التابعة للفاتيكان، مضيفًا: «إذا لم يكن الخبر منشورًا هناك، فالأرجح أنّه مزيّف».
يُذكر أنّ لاوون ليس أوّل حبر أعظم يواجه هذه الظاهرة؛ فقد سبق وانتشرت صور مزيّفة للبابا فرنسيس وهو يرقص في حفلة، وشهدت تداولًا واسعًا على مواقع التواصل. ومع التطوّر المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، باتت هذه الصور والفيديوهات أكثر واقعية وصعوبة على التمييز، ما يزيد خطر التضليل ويفتح الباب أمام تحدّيات غير مسبوقة أمام الكنيسة والإعلام معًا.
المصدر: آسي مينا / رومي هبر