تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

يعقوب الشوملي

الشوملي

الطيبة- نبض الحياة: من أهمِ كتّابِ القصص ومن أكثرِهِم غزارةً في الإنتاج، يعتبر من مؤسسي المسرح الوطني الفلسطيني، إنه المعلمُ المثقف والأديبُ المناضل الراحل يعقوب الشوملي.

ولد الكاتب والصحفي يعقوب الشوملي في عام ألف وتسعِمئةٍ وواحدٍ وعشرين في بيت ساحور داخلَ الضفة الغربية، التحق في كليةِ الحقوق في القدس ودرس فيها لثلاثِ سنوات، إلا أنه لم يتمكن من استكمالِ دراسته بسبب تدمير العصابات الصهيونية مبنى الكلية. وكان يتحدثُ بطلاقةٍ اللغة الفرنسية والإنجليزية والإيطالية.

رعى الشوملي المسرح الفلسطيني منذ عام ألف وتسعمِئة وخمسين وزودهُ بكتاباتِه وأفكارِه. وربط بين عمله الأدبيِّ والنضاليّ، حيث أصدرَ مجموعتَهُ القصصية الأولى عام ألف وتسعمِئة وواحدٍ وخمسين بعنوان قافلةُ الشهداء، وكتب مجموعةٍ كبيرة من المسرحيات الاجتماعية والوطنية التي قُدمت على مدى عقدٍ من الزمن في الإذاعةِ الأردنية.

كتب زوايا من المقالات النقدية والأدبية الثابتة في جريدة فلسطين والدُستور والفجر ومجلتي الكاتب والطليعة. وله أكثرَ من عشرينَ روايةً اجتماعية وسياسية نشرت في جريدة فلسطين على شكلِ مسلسلات مكتوبة. استثمر الشوملي إتقانَهُ للغات المختلفة في نقل معاناةِ الشعب الفلسطيني وإيصال قضيتِه العادلة للرأي العام العالمي.

نُفي مع عائلته عام ألف وتسعمئة وثمانين من قبل قوات الاحتلال إلى مخيم عين السلطان بمدينة أريحا، ولكن بصموده وإضرابه وحشده التضامن العالمي تمكن من إجبار الحاكم العسكري التراجعَ عن قرارِ الترحيل.

كان للشوملي دوراً طليعياً قيادياً في الحركة الوطنية في فلسطين خصوصاً خلال الانتفاضة الأولى واعتقلهُ الاحتلال مراراً وتكراراً لكن ذلك لم يكسر إرادتَهُ الوطنية.

انتقل الشوملي إلى الديار السماوية عام ألف وتسعِمئة وثلاثةٍ وتسعين إثر نوبةٍ قلبية ألمّت به تاركاً خلفه إرثاً أدبياً ووطنياً زاخراً وراسخاً، وأصدرت عائلتُهُ مؤخَراً كتاباً لأعماله الكاملة من أجل توثيق وتدوين الذاكرة الثقافية الفلسطينية كي تشكلَ مصدرَ إلهامٍ للأجيال القادمة.